أصبح اقتحام عالم ريادة الأعمال واجبًا على كل إنسان يمتلك فكرًا رياديًا غير تقليدي؛ إثر العديد من الأزمات التي تلاحق العالم، وآخرها انتشار فيروس كورونا المستجد “Covid 19″؛ ما طرح الكثير من الإمكانيات، والحلول التي تتضمن إنشاء بعض المشاريع التجارية بطابع اجتماعي، واللجوء إلى أتمتة القطاع الطبي برمته، والتعرف على فئة “الطبيب رائد الأعمال”.
ولولا انتشار فيروس كورونا، وإلزام المواطنين في كل أنحاء العالم منازلهم، والتحاق المصابين بالحجر الصحي؛ ما كان للمجتمع أن يدرك أهمية التطبيقات الحديثة في المجال الطبي، بل إنه فتح آفاقًا مختلفة أمام الأطباء لاقتحام عالم المال والأعمال، تحت لواء مهنة الحفاظ على الإنسان، وإنشاء عدد من المشاريع والابتكارات التي تدعم الفكر الريادي، وتساهم في تقديم الخدمات الطبية للمجتمع.
الرعاية الصحية ورؤية 2030
ومنذ أعوام، خططت المملكة العربية السعودية لتخصيص 290 مستشفى، و2300 مركز رعاية صحية بحلول عام 2030، وفقًا لبرنامج التحول الوطني 2020؛ الذي بدوره يسعى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المرتبطة بالمستهدفات المرحلية؛ وفي ظل ذلك، حرص مكتب تحقيق الرؤية الخاص بوزارة الصحة على تنظيم ورش عمل حقيقية لتصميم المبادرات والبرامج التي تساهم في تمكين هذا القطاع، مع الحرص على زيادة حصة القطاع الخاص من خلال الطرق التمويلية، وتحسين كفاءة الرعاية عن طريق تكنولوجيا المعلومات، والتحول الرقمي؛ من أجل ضمان حياة صحية مزدهرة لأبناء الوطن.
ريادة الأعمال في المجال الطبي
باتت ريادة الأعمال في المجال الطبي بمثابة المنقذ من شبح المرض، علمًا بأن التطبيقات الصحية الإلكترونية والخدمات الذكية تُعد من أهم الضروريات في العصر الحالي، وبالتزامن مع حالة البُعد الاجتماعي التي يشهدها العالم؛ فقد يكون تحليل إمكانية الإصابة بمرض مميت على مسافة كبسة زر على الهاتف الذكي.
وتُعتبر الطفرة التقنية التي يتم قولبتها لمساعدة شركات الرعاية الصحية في العمل بشكل أفضل واحدة من أهم المقومات التي تساعد الريادة الطبية إلى جانب الذكاء الاصطناعي، كما يمكن للهواتف الذكية أن تساهم في خدمة الرعاية الصحية، وريادة الأعمال في المجال الطبي؛ التي تعاني من نقص في دور الطبيب رائد الأعمال.
التطبيقات الرقمية
ويبدو أن التطبيقات الرقمية الرائدة في مجال الرعاية الصحية ستشهد رواجًا كبيرًا في الشهور بل الأعوام المقبلة؛ خاصة بعد الوعي المجتمعي الذي انتشر بعد جائحة كورونا.
ولعل الأمر يعتبر انتصارًا للإنسانية، واستفاقة من ثباتها العميق؛ فقد ينجح رواد الأعمال من الأطباء في توفير العلاج الصحي والمجاني للأسر الفقيرة والمحتاجة، مع إمكانية تقديم استشارة طبية عبر الهواتف عن بُعد، وهو الأمر ذاته الذي تقدّمه وزارة الصحة السعودية، اعترافًا بأن حياة الإنسان لا تُقدّر بثمن.
الجانب الاقتصادي
ومن الناحية الاقتصادية، يعد هذا المجال بتحقيق معدل نمو هائل في السنوات المقبلة، لا سيما مع وجود التوقعات العالمية ببلوغ حجم صناعة التطبيقات الصحية عبر الهاتف 59 مليار دولار مع ختام العام الجاري، وأكدت المؤشرات العالمية أن حجم الإنفاق على الوصفات الطبية سيرتفع بنسبة كبيرة قد تعادل حوالي 400 مليار دولار.
من جهتها، سبق وأعلنت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”، بالشراكة مع وزارة الصحة، في العام الماضي، عن إطلاق أول مسرعة أعمال صحية؛ والتي تهدف إلى تشجيع ودعم ريادة الأعمال والابتكار في المجال الصحي، وإنشاء شركات ناشئة ذات إمكانات عالية للنجاح والنمو في السوق السعودي؛ وتحديدًا في القطاع الصحي.
المصدر: موقع رواد الآعمال
وتحتضن المملكة أكبر قطاع للرعاية الصحية بين دول الخليج، مستحوذةً على نحو 48% من إجمالي إنفاق الحكومات الخليجية على الرعاية الصحية، خاصة في مجال التطبيقات الذكية والابتكارات التقنية، الأمر الذي يجعل فرص النجاح في هذه الصناعة تبشر بالازدهار بشكل كبير.