لقد أحببت نمط الحياة الذي يتكون مع بناء بزنس خاص على الإنترنت .. عملي يوميًا في المنزل، أنا الذي أحدد ساعات العمل، أنا الذي أختار المشاريع التي أعمل عليها، وفي النهاية أنا الذي استمتع بالدخل الوفير من هذه النوعية من الأعمال. من الصعب للغاية لشخص مثلي أن يتصور كيف من الممكن أن يُطعم نفسه وأولاده من مصدر آخر للدخل غير الإنترنت. حينما أفكر الآن في أي شيء متعلق بتوليد الدخل، أفكر على الفور في الإنترنت.
مؤخرًا كنت أتحدث مع رواد أعمال ناجحين الذين أشاروا إلى أن بناء بزنس على الإنترنت يعتبر تدريب هام في التنمية الشخصية. وهم على حق بشكل كبير. أظن أن الدروس التي تعلمتها من مساعي بناء الأعمال على الإنترنت التي خضت فيها، أكثر قيمة من أي دروس أخرى تعلمتها في حياتي. إنشاء بزنس يختبرك بطرق عديدة: الانضباط الذاتي، الذكاء، مهارات الاتصال الفعال، التركيز، .. الخ. إذا كان لديك ضعف في أي جانب من تلك الجوانب، فإن هذا سينعكس على البزنس الخاص بك بشكل سلبي.
العالم الحقيقي من الأعمال – بعيدًا عن الإنترنت – عادة لا يرحم .. النجاح يُكافأ .. الأخطاء تُعاقب .. الفائدة هنا هي أنها تجعلك دائمًا أمين .. لا تستطيع أن تركن إلى الضعف، الكسل، والأفكار السيئة، وإلا سيفشل عملك كله. هناك فجوة ضخمة بين فكرة تبدو جيدة، وفكرة أخرى يتم تطبيقها وتنجح في ظل ظروف العالم الحقيقي الواقعي. أي شخص يستطيع المجيء بأفكار جيدة، ولكن معظم الناس لا تستطيع تطبيق تلك الأفكار.
بعض الناس لا يستطيع التعامل مع الضغط المصاحب لإطلاق مشاريعهم الخاصة، وإنشاء شركاتهم، فهم يقلقون بشدة من خطورة الفشل. وعلى الرغم من ذلك فهم ينظرون إلى المشهد من الزاوية الخطأ. الخطر في حد ذاته هو محور النقاش بالنسبة لنا الآن، فالخطر هو الذي يجعلك تنمو .. هو الذي يجعلك أقوى .. رائد الأعمال الذي يخشى الخطر، هو بالضبط أشبه ببطل رفع الأثقال الذي يخشى حمل بعض قطع الحديد (الدامبلز).
كانت هناك أوقات حيث واجهت بمشاكل صعبة، مثل أن يكون عليّ فواتير مستحقة وليس لديّ المال لأدفعهم. مثل هذه المشاكل هي التي جعلتني أغوص أكثر في أعماق نفسي. عملي اضطرني إلى تنمية نفسي لأكون ذلك الشخص الذي يستطيع مواجهة مثل تلك المشاكل ويحلها بجدارة. لقد تعلمت أن أثق بنفسي لكي أعمل بكد ومشقة، كي أظل مركزًا تحت ضغط، ولكي حتى استمتع بخط سير هذه العملية.
جميعنا لديه مستويات مختلفة من تحمل المخاطر. أنت لست في حاجة إلى إجهاد نفسك للغاية كي تنمو وتنجح. أنت فقط في حاجة إلى تحدي نفسك بطريقة تحفزك. رفع الأثقال الذي يعتبر عملية ثقيلة ومجهدة على عضلاتك كي تعيد تشكيل وتقوية تلك العضلات، ولكن ذلك يحدث طالما أنت تستطيع رفع هذه الأثقال بنجاح. بعد ذلك ربما تشعر بإنهاك أو بأن قواك قد خارت بعض الشيء، ولكنك كذلك تنمّي من تلك العضلات مع الوقت، وأقصد بها هنا عمليًا الخبرة. إذا كنت فقط تقوم بعمل ما يبدو لك سهلًا عمله، ستظل تعاني من الضمور، وستصبح حياتك أكثر مللا وعبثية.
لماذا بزنس على الإنترنت تحديدًا؟
في عصر الإنترنت، أعتقد أنه تقريبًا كل شخص يجب أن يكون له بزنس على الإنترنت .. ولو حتى من باب تنمية الخبرة. بدء أحد هذه الأعمال لا يكلف كثيرا ولكنه سيعلمك الكثير. ربما تكون الفائدة العظمى هي أنك ستتعلم أن تعمل شيء ما من القيمة لتشاركه مع العالم، شيء ما قد يجلب لك دخلاً دائمًا لبقية حياتك.
بطريقة أو بأخرى، أنا أشعر بالغيرة من أولئك المراهقين وأرباب العشرينات، الذين الآن بين أظهرنا، ويتحولون إلى دواهي إنترنت. أي فرد منهم يستطيع بدء عمله على الإنترنت والمضي قدمًا حتى يحصل على استقلاله المادي في سن صغيرة. كنت أتمنى أن أفعل هذا وأنا في المدرسة الثانوية أو بداية التعليم الجامعي. إنه أمر رائع بحق أن يصبح أحدهم مليونيرًا في مثل هذا السن الصغير، ولكن أعتقد أن قصص النجاح الحقيقية هي تلك التي تأتي من أولئك الذين وجدوا طريقة استطاعوا بها جنيَ بضعة آلاف من الدولارات كل شهر كافيين لتغطية نفقاتهم.
بناء وتحويل الزوار
بناء بزنس على الإنترنت أمر مخادع.. انظر إلى موقعي على سبيل المثال. هيكلة موقعي ليست معقدة للغاية. ولكنها تولد لي بشكل ثابت دخل شهري مكون من 5 أرقام. أي شخص يستطيع فعل ذلك، أليس كذلك؟
[bctt tweet=”العنصر الرئيسي في بناء بزنس ناجح على الإنترنت هو بناء الترافيك وتحويله لعملاء.” username=””]العنصر الرئيسي في بناء بزنس ناجح على الإنترنت هو بناء الترافيك وتحويله لعملاء. إن لم تستطيع بناء حجم تدفق كاف من الزوار، لن تكون قادرًا على تحويل نسبة عالية الى عملاء وبالتالي لن تستطيع توليد دخل كبير. وللأسف معظم الناس سيئين في بناء الترافيك. إنهم يطبقون الاستراتيجيات الغير الصحيحة التي لا تعمل، وعادة ما يقلعون في غضون شهور قليلة من البدء.
إذا كنت تستطيع بنجاح بناء كميات ضخمة من الترافيك، فستستطيع إلى حد ما تحقيق الدخل المرغوب من هذا الترافيك. وأيضًا لديك الوقت الذي يسمح لك باكتشاف ذلك. إذا كنت تستطيع تنمية حجم الترافيك الخاص بك، تستطيع صيانة هذا الترافيك، وهذا يعطيك الوقت كي تستطيع الاستفادة منه، وتحقيق دخل مناسب منه.
بناء الترافيك ليس عملية سهلة لمعظم الناس. وعلى الرغم من ذلك فهذه المشكلة ليست فريدة من نوعها على الإنترنت. أنت تراها في كل حقل من حقول العمل على الإنترنت. بعض الكتاب يبيعون ملايين الكتب، بينما الكتاب المتوسط لا يبيع حتى 5,000 نسخة. الكثير من الناس يستطيع كتابة كتاب، ولكن نسبيًا هناك القليل للغاية ممن يستطيع بيع كتاب. الكثير من الناس يمكنهم إنشاء موقع على الإنترنت، أو مدونة هذه الأيام، ولكن القليل منهم يعلم كيف يجذب أعداد كبيرة من الزوار.
في الماضي كتبت مقالات تحاول أن تعلم الناس كيف يبنون أعمال ناجحة على الإنترنت، بما فيها كيف تربح المال من مدونتك، وكيف تبني موقع بحجم ترافيك كبير. كانت تلك المقالات، مقالات طويلة تفصيلية، وكانت جميعها ذات شعبية عالية في فضاء المدونات. لم أطلب أي مال مقابل هذا المحتوى، فقد كان جميعه معروض بالمجان، وتلك المقالات ألهمت الكثير من الناس (المئات ممن أعرف) كي يبدأوا بحماس مواقعهم الخاصة على الإنترنت. بعض من أولئك الناس يُبلي بلاءًا حسنًا حتى الآن، ولكن معظمهم للأسف فشل فشلاً ذريعًا.
لماذا يفشل معظم الناس في بناء بزنس؟
لماذا يفشل معظم الناس؟ أعتقد أن السبب الرئيسي هو طبيعة العملية بأكملها، وأقصد بها عملية إنشاء بزنس على الإنترنت، تبدو معقدة كثيرًا لمعظم الناس. هناك الكثير من الأشياء التي تشجع على الفشل في هذه العملية. لقد آلمني للغاية أن أزور بعض من تلك المواقع وألاحظ فيها عشرات من الأخطاء الصارخة من الثواني الأولى لتواجدي فيها. خذ عندك بعض من هذه الأمثلة:
- مدونات لا تُفعّل خاصية الـ Permalinks التي تسمح لاسم التدوينة أن يكون في الرابط.
- غياب الكلمات المفتاحية من العناوين الرئيسية.
- اختيار سيء للمواضيع.
- عناوين الصفحة مازالت تستخدم الفورمات الافتراضي للوردبريس.
- تخطيطات لوضع الإعلانات دون المستوى الأمثل.
- إخفاء أو فقد بيانات الاتصال.
- عدم استخدام تقنيات مسك الايميلات مثل تسويق بوكس بشكل صحيح
- ………………….وغيرها الكثير والكثير.
أي خطأ واحد من الأخطاء السابقة من الممكن أن يسبب شلل لنتائج موقعك. أكثر من واحد يعتبر إعدام فعلي للموقع. أخطاء مثل هذه من الممكن أن تسبب مشاكل لكلا من الزوار البشريين، ومحركات البحث.
ولكن في نفس الوقت، هناك الكثير من المراهقين الذين يعملون على نحو جيد، ويحققون دخل شهري من 4 أرقام بعد العمل على مواقعهم لنحو 6 – 12 شهر. ليس من الضرورة أن يكون كل شيء كان يعمل معهم على نحو جيد من البداية، ولكنهم كانوا على قدر من الدهاء يسمح لهم بحل المشاكل الكبيرة في وقت مبكر.
أما أكثر ما أزعجني فهو أولئك الناس الذين كانوا يفشلون في كثير من الأحيان بسبب التكنولوجيا. العديد منهم لديه أفكار رائعة ومحتوى جيد للغاية. إنه من العار بحق أن تقرأ بعض من مقالاتهم، وأفكر مع نفسي: هذه مقالات رائعة بحق .. من السيء بحق أنه لن يراها أحد على الإطلاق.
الجانب القاسي والغير عادل في أي بزنس على الإنترنت هو أنه إن لم يكن لديك الدهاء الكافي للتعامل مع عقبات الإنترنت، فسوف تقع في أخطاء عديدة في الجانب التقني، الذي أنت في غفلة تامة عنه. ربما تؤدي الجانب الخاص بالمحتوى على نحو صحيح، ولكن غياب الجانب التقني سيصيبك في مقتل ويسبب شلل في النتائج المفترض أن تحدث.
في إحدى مقالاتي السابقة عن كيفية جني الأرباح من مدونتك، قمت بتعريف هذه المشكلة بشكل صحيح، واقترحت أن 99 من كل 100 من الناس قد يفشل بسببها. ولكنه يظل موقف غير عادل على الإطلاق. هناك أشخاص يمكنهم كتابة محتوى رائع يستحق بحق أن يُقرأ من قبل الكثير من القراء، ولكن بسبب أنهم لا يفهمون كيفية إعداد الـ Permalinks، والـ RSS Feeds، والـ Pinging، وكيفية تحويل الزوار الى عملاء وكيفية التعامل مع بعض التقنيات الأخرى، مثل صفحات الهبوط، فهم يغرقون بالفعل قبل أن يبدأوا.
بمجرد أن رأيت هذا يحدث، قررت قرارًا حاسماً، قررت أنه من الأفضل بدل أن أخبر الناس فقط كيف يصنعون انترنت بزنس ناجح وكيف يتفادون العقبات التقنية بأن أوفر لهم هذه الحلول بنفسي وأجعل عملية اطلاق بزنس على الانترنت أسهل بكثير مما سبق. من هنا جائت فكرة ديجيتال بزنس.
المصدر: موقع ديجيتال بزنس