كيف تتعافى من يوم سيئ في العمل

كيف تتعافى من يوم سيئ في العمل

لا يهم مدى حبك لعملك أو مدى روعة المكان الذي تعمل به أو حتى مدى تفاعلك مع وظيفتك، فقد يمر بك يوم سيئ في عملك. عندئذٍ، سيكون من السهل أن يعكر ذلك اليوم السيئ مزاجك وصفو حياتك الشخصية، لكن يمكن معالجة كل ذلك وتفاديه، فكل ما تحتاجه للتخلص من يوم سيء في العمل هو الاستراتيجية الصحيحة للتعامل مع يوم مثل هذا.

لنُلقِ نظرةً على مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات للتخلص من آثار الأيام السيئة في العمل، وبالنظر إلى هذه الاستراتيجيات المختلفة، والتي قد لا تكون مناسبةً لجميع الأشخاص أو الحالات، فلديك حرية الاختيار في أن تختار وتتبنى منها النصائح التي تشعر أنها الأنسب لك.

خمس نصائح للتعامل مع يوم سيئ في العمل

1. اخرج من منزلك

إن كنت تشعر بالتوتر أو الانزعاج بعد يوم سيئ في العمل، فقد تميل إلى التوجه مباشرةً إلى السرير عند انتهاء دوامك في العمل، لكن ما هي أفضل الأشياء التي يمكنك فعلها للتخلص من آثار اليوم السيئ وإعطاء مزاجك الدعم الذي يحتاجه؟ ببساطة، اقضِ بعض الوقت خارج منزلك.

وفقًا لبحث من جامعة كورنيل، يمكن أن يساعدك قضاء 10 دقائق في الطبيعة على الشعور بالسعادة وتقليل التوتر الذي تشعر به، لذا إذا كنت تجاهد في التعافي من يوم سيئ مرّ بك، فخصص بضع دقائق لقضاء بعض الوقت بالخارج للاستمتاع بالطبيعة من حولك.

أين يمكنك أن تجد هواءً نقيًا؟ استمتع بقضاء بعض الوقت في الجلوس في فناء منزلك أو الحديقة القريبة منك، أو تجول في حيك أو في الشاطئ القريب إن أمكن.

2. نشط جسمك وحركه

هناك طريقة أخرى مضمونة للتعافي من يوم سيئ في العمل، وهي تحريك جسمك، حيث يلهي النشاط البدني عقلك عن التركيز في يومك السيئ أو توجيه أي طاقة مكبوتة نحوه، كما ثبت علميًا أنه يجعلك تشعر بتحسن، فعندما تكون نَشِطًا بدنيًا، فسيطلق جسمك مجموعةً متنوعةً من الناقلات العصبية التي تساعد على تعزيز المزاج وتنظيمه، بما في ذلك الدوبامين والسيروتونين والنورأدرينالين والإندورفين.

لست بحاجة إلى ممارسة تمرين كامل، حيث تظهر الأبحاث أنه حتى مجموعة صغيرة من التمارين يمكن أن تساعد في التخفيف من الحالة المزاجية السيئة.

كيف يجب عليك تحريك جسمك: اذهب في نزهة على الأقدام أو للتنزه أو الركض أو ركوب الدراجة، وتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية، أو تمرن في المنزل، أو مارس اليوجا، أو تابع حركات فيديو راقص.

3. خذ استراحة من الشاشة

تتطلب منك معظم الوظائف قضاء الكثير من وقتك في التحديق في شاشة حاسوبك، وبعد يوم سيئ في العمل، فإن آخر ما تحتاجه هو قضاء المزيد من الوقت أمام الشاشة، حيث وجدت دراسة حديثة أن الناس يعانون من مستويات أقل من السعادة والرفاهية عندما يقضون وقتًا أطول أمام الشاشات، لذلك عندما تعود إلى المنزل بعد يوم عصيب، فمن الجيد أن تقضي متعمدًا بعض الوقت بعيدًا عن التقنية.

كما ينبعث من الشاشات ضوء أزرق، مما قد يمنع إنتاج الميلاتونين. والميلاتونين هو هرمون يساعد على النوم والبقاء نائمًا، لأنه وكما نعلم لن يكون يومك في العمل أفضل غدًا، إن لم تنل القسط الكافي من النوم والراحة.

ما هي الأنشطة البديلة: اقرأ كتابًا أو مجلةً، أو حُل لغزًا، أو اطْهُ وجبةً، أو حضِّر وجبة غداء ليوم غد، أو مارس هوايةً شخصيةً تستمتع بها.

4. تصرف كما لو أن يومك كان رائعا

تظاهر أنك حظيت بيوم رائع. من الواضح أن يومًا سيئًا في العمل يمكن أن يجعلك في مزاج سيئ، ولا بأس في أن تدع نفسك تشعر بالإحباط أو الانزعاج عند حدوث أشياء مزعجة، ولكن لديك القدرة أكثر مما تعتقد على مساعدة نفسك في الخروج من هذه الحالة والعودة إلى عقلية أكثر إيجابية.

نعم، سيبدو الأمر سخيفًا، لكن أظهرت الأبحاث أن الابتسام يمكن أن يجعلك في حالة مزاجية أفضل ويحسن نظرتك في العمل، لذا يمكن أن يكون شيء بسيط مثل الابتسامة هو الخطوة الأولى لتجاوز يوم سيئ، وهناك الكثير من الطرق لتحقيق ذلك دون التحديق في المرآة وإجبار نفسك على الابتسام، على الرغم من أن ذلك قد يجعلك تضحك أيضًا.

كيف تدرب نفسك على الإيجابية: استمع إلى بودكاست مضحك، أو تحدث إلى صديق حول الأمور التي جرت على نحو جيد في الفترة الأخيرة بالنسبة لك، أو بالنسبة له، أو اكتب قائمةً بالأشياء التي تشعر بالامتنان من أجلها.

5. أعد ضبط إعدادات يومك

عندما تمر بيوم سيئ، فستشعر أن كل الظروف الصعبة تنقض عليك واحدًا تلو الآخر، وكلما طال ذلك اليوم السيئ، شعرت أن تلك الظروف ستستمر في الظهور.

ما تحتاجه في بعض الأحيان هو قطع سلسلة الأحداث هذه، وذلك من خلال شيء يوقف اليوم السيئ ويعطيك فرصةً لإعادة ضبط يومك، حيث لن يساعدك هذا الأمر في التخلص من الموقف السلبي فحسب، بل يمكن أن يساعدك كذلك في التعامل مع الأمور بطريقة تؤدي إلى نتائج أكثر إيجابية، وبذلك ستكون أكثر توجهًا نحو إيجاد الحلول، وستقل احتمالية رؤية كل شيء على أنه ضربة تصفع حياتك.

ما هي التكتيكات التي تحتاجها لإعادة ضبط يومك: خذ حمامًا واستلقِ لمدة 15 دقيقةً، أو خذ قيلولةً، أو مارس التأمل أو جرب نشاطًا يوقظ دماغك، أو اكتب يومياتك.

ماذا عليك أن تفعل وأنت في منتصف يوم سيئ في العمل

لا تنتظر حتى تصل إلى المنزل للتعامل مع الأمر، حيث يمكن للاستراتيجيات التالية أن تساعدك في إعادة حالتك المزاجية إلى مسارها الصحيح، بينما لا تزال تمارس عملك بنشاط.

  • خذ استراحةً: إذا كنت تشعر بالإرهاق أو لديك الكثير من المهام التي عليك إنجازها، فقد يبدو الابتعاد عن مكتبك أمرًا مستحيلًا. لكن مع ذلك امنح نفسك 20 دقيقةً لتناول القهوة، أو اخرج لعدة دقائق، أو اتصل بصديق. افعل ما يتطلبه الأمر للتخفيف من حدة يومك الحالي، حيث سيساعدك قسط من الراحة على لملمة شتات نفسك والعودة مستعدًا.
  • ابحث عن زميل عمل معروف بإيجابيته: حيث وجد باحثون من جامعة وارويك أن الحالة المزاجية، سواءٌ كانت جيدةً أو سيئة؛ يمكن التقاطها من الأصدقاء، لذلك عندما تقضي وقتًا مع زميل في العمل متفائل وإيجابي، يمكن لهذه الإيجابية أن تكون معديةً، ومع ذلك انتبه من أن تؤثر في صديقك بدلًا من أن يؤثر فيك. دع صديقك يعرف أن تفاؤله وابتهاجه هو سبب قدومك إليه، حتى يستطيع أن يساعدك في التخلص مما تشعر به.
  • حدد أولوياتك وتطلع نحو المستقبل: حيث يمكن أن يساعدك حديث حماسي سريع يذكرك أنه لم يتبقَّ سوى بضع ساعات من العمل -وغدًا سيكون كل شيء أفضل-؛ في إعطائك الدفعة التي تحتاجها لتكمل يومك. اكتب قائمةً بما يجب عليك فعله اليوم، وامنح الأولوية لإنجاز هذه المهام. فكر في بعض الأمور التي تتطلع إلى فعلها في نهاية اليوم أو في الأيام القادمة، واستخدم هذا الأمر بوصفه حافزًا لك.

نصائح للتعامل مع يوم سيئ أثناء العمل عن بعد

يُعَد التعافي من يوم سيئ في المكتب أمرًا صعبًا، ولكن عندما يكون منزلك هو مكتبك، فقد يصبح الأمر أكثر صعوبةً، لذا إليك بعض النصائح لمساعدتك على التعافي من يوم عمل سيئ في المنزل.

أبعد ما يذكرك بالعمل عن العين والفكر

إذا كنت تعمل من منزلك، فسيكون حاسوبك المحمول على الأرجح مفتوحًا على نحو دائم على طاولة غرفة الطعام، أو أنك ستملأ أكوام الأوراق أرضية غرفتك. ومع وجود كل هذه التذكيرات المرئية بعملك في كل أنحاء المنزل، فسيكون من الصعب عليك فصل حياتك الشخصية عن العمل، وفي حال مرور يوم سيئ في العمل، فستُبقي كل تلك التذكيرات المرئية على الحالة المزاجية السيئة التي تشعر بها.

لذلك، في نهاية يوم العمل، اترك عملك جانبًا، سواءٌ بإطفاء حاسوبك المحمول، أو وضعه بعيدًا، أو إغلاق باب مكتبك في المنزل، حيث سيساعدك الفصل بين العمل والمنزل على الانتقال من أحدهما إلى الآخر على نحو سلس ومريح دون أن يؤثر أحدهما على الآخر.

مارس طقوسا تفصل بين عملك وحياتك

عندما يغادر الناس بيوتهم متجهين إلى عملهم، يمثل الوقت الذي يقضونه في الطريق إلى العمل حاجزًا يفصل بين وقت عملهم ووقتهم الشخصي، ولكن عندما تعمل من المنزل، فقد يكون من الصعب عليك خلق شعور بأنك خرجت من جو المنزل وأنه قد حان وقت العمل، لذا ستمنحك ممارسة طقوس -تفصل بين عملك وحياتك- هذا الشعور، وكأن الأمر أشبه بتسجيل الدخول وتسجيل الخروج في بداية اليوم ونهايته.

يتيح وجود روتين يومي -في بداية اليوم ونهايته- لعقلك وجسمك معرفة متى تبدأ العمل ومتى تنتهي منه، وذلك مثل تناول فنجان من القهوة، وقضاء 10 دقائق في قراءة الأخبار كل يوم قبل أن تبدأ العمل، أو المشي لمدة 15 دقيقةً يوميًا عند الانتهاء من العمل.

قاوم تلك الأيام السيئة في العمل

تُعَد أيام العمل السيئة مرهقةً جدًا، ونأمل كلنا أن تكون هذه الأيام قليلةً ونادرة الحدوث، ولكن الآن بعد أن تعرفت على الاستراتيجيات التي ذكرناها، ستكون مستعدًا في المرة القادمة عندما يمر بك يوم عصيب.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to recover from a bad day at work لصاحبته Deanna deBara.

المصدر: أكاديمية حاسوب

شارك المقال مع أصدقائك على السوشيال ميديا

م. أحمد السيد

قائد الفريق و مدير المشروعات

برنامج إدارة العيادات الطبية

تطبيق موبايل إدارة الإستشارات الطبية الأونلاين

Scroll to Top