مفاهيم خاطئة شائعة حول تعلم البرمجة

مفاهيم خاطئة شائعة حول تعلم البرمجة

لقد شهد عصرنا الحديث تطورًا كبيرًا في التكنولوجيا من تصميم برامج وتطور آلات وغيره من أشكال الذكاء الاصطناعي التي تشكل فيها البرمجة حجر الزاوية؛ حيث يمكن بواسطتها تصميم الموقع بجميع صفحاته على الويب والتحكم بها. فإذا ما قررت دخول عالم البرمجة، فسوف تسمع الكثير من المفاهيم الأكثر شيوعًا عنها في بداية الأمر وبمرور الوقت سوف تجد أنها ليست صحيحة.

يحدث هذا لأنك مبتدأ وبالطبع يدور في بالك الكثير من التساؤلات الفضولية حول هذا العالم الواسع  والمعقد المليء بالصعوبات، لذلك ربما تكون هذه المقالة مفيدة لك لأنها ستقدم تصحيح لكل المفاهيم الخاطئة حول البرمجة وستساعدك في المضي قدمًا في هذا المجال الشيق والرائع بمنتهى السلاسة. سنسلّط الضوء الأن على  بعض المفاهيم الخاطئة المنتشرة وسنقدم تصحيح لتلك المفاهيم؛ كالأتي:

1. سيتعين عليك الذهاب إلى الجامعة وإتقان مهارات عالية في الرياضيات والكومبيوتر لتعلم البرمجة

أولاً هناك اختلاف كبير بين مجال التكنولوجيا ومجال البرمجة،  فليس هناك صعوبة في التعامل مع جهاز الكومبيوتر أو حتى إصلاحه، ولكن بالطبع ستجد صعوبة في كتابة سطر برمجي وعمل ديزاين لموقع ما وبرمجة كل صفحاته. كما أن هناك فرق بين الصيغ البرمجية والصيغ الرياضية، فالبرمجة تتمثل بشكل أساسي في كتابة الأكواد وليس كتابة المعادلات الرياضية.

لذا ستحتاج إلى تعلم ماهية البرمجة وكل طرق ولغات البرمجة من الصفر إلى الاحتراف وهذا ممكن بسهولة أونلاين؛ حيث يمكنك العثور على العديد من الدورات التدريبية عبر الإنترنت بناء على تجربتك.

2. لا تحتاج لغة البرمجة إلى سهر وعمل لفترات طويلة لإتقانها بل فقط عدة أسابيع لتعمل مبرمجًا طوال حياتك

في الواقع، يمكنك بالتأكيد تعلم الكثير من مفاهيم البرمجة في غضون أسابيع قليلة ولكن الأمر يتطلب سنوات طويلة لإتقان البرمجة. يحتاج تعلم البرمجة إلى الصبر والإرادة والمثابرة، وعليك مواصلة التعلم وتطوير مهاراتك.

فقد لا تنفعك مهاراتك في تطوير صفحات الويب، إذا كنت قد تعلمتها ولم تطورها، فالمبرمج المحترف يحتاج إلى تطوير أدواته بشكل مُستمر، فقد قام “بيل جيتس” مُؤسس مايكروسوفت بتعلم البرمجة من أجل إنشاء برنامجًا بسيطًا لتنظيم جدول الحصص الدراسية وأسماء البنات الذين يرتادون هذه الحصص، ليتمكن فيما بعد من برمجة أحد أعظم أنظمة التشغيل في تاريخ الحواسب.

3. يجب عليك حفظ جميع صيغ الجملة وتذكرها قبل العمل على أي مشروع

لا تقلق هناك حقيقة أكدها الباحثون “أن المحترفين لا يحفظون الأسطر البرمجية”. نعم، ليس من السهل حفظ الأشياء، لأن ذلك يحدث فقط إذا تم التركيز على الحصول على  المزيد من الخبرة العملية من خلال قضاء بضعة أشهر في مشاريع البرمجة. هذا بالطبع سوف يمنحك الثقة لبناء أي شيء من الصفر؛ حيث ستعرف أن كتابة الرمز نفسه يتطلب كتابته لآلاف المرات.

بجانب أن هناك عدة أساليب ستساعدك على حفظ الجمل وتذكرها، فقد تم تجهيز كل من Google و IDE وFrameworks بميزات إكمال التعليمات البرمجية التلقائية ومصممة خصيصًا لمساعدتك في تعلم البرمجة بشكل أسرع. عمومًا، لا داعي للقلق بشأن حفظ الجمل.

4. ليس هناك اختلاف بين لغات البرمجة

بالطبع ليست جميع لغات البرمجة متشابهة، هذا لا جدال فيه. لا تعتقد أنك إذا تعلمت أو اتقنت لغة برمجة واحدة، أنك بذلك ستتقن وتعرف اللغات البرمجية الأخرى لأنها متشابهة.

نعم، قد تتشابه اللغات البرمجية الإجرائية والكائنية في الأساس، ولكنها تختلف كثيرًا عن بعضها البعض؛ فهناك لغة جافا سكريبت المختلفة عن لغة بايثون، ولغة روبي، إلخ. كما أنه ليس هناك لغة برمجة أفضل من أخرى، فاختيارك لأية لغة برمجة يعتمد بالدرجة الأولى على هدفك من تعلمها واستخدامها، فلكل لغة برمجة إيجابيات وسلبيات وكل لغة قد تتوافق أو تختلف مع اتجاه شخص معين حسب نوع توجهيه الفكري.

5. لا تحتاج البرمجة إلى تفكير أو إبداع، فهي مجرد كتابة لأكواد البرمجية

تعتمد البرمجة في الاساس على عبقرية الإبداع في كتابة الأكواد البرمجية والترميز، فالبرمجة ليست مجرد كتابة لأكواد وأسطر برمجية فقط، حيث يظن الكثيرون خطًأ أن كتابة آلاف السطور من الأكواد تجعلهم يتميزون في أداء ما يوكل إليهم. هذا ليس صحيح بالمرة!

ترتكز البرمجة على التفكير المنطقي العقلاني ولا شيء دونه، فمعرفة كتابة الأكواد شيء وتنظيمها لتصنع برنامجًا مفيد شيء آخر. والمبرمج المحترف هو ذلك الشخص الذي يستمتع مع كل سطر برمجي يكتبه، فمهما اختلفت لغات البرمجة ومهما تطورت، فهي ترتكز في النهاية على أساس واحد وهو حب الإبداع في إخراج أفكار برمجية جديدة من خيالك الخاص؛ حيث إن  قدراتك الإحترافية هي التي ستميزك في عملك كبرمجي محترف عن غيرك في نفس المجال.

6. لست مؤهل بما يكفي للقيام للبرمجة

يعاني بعض المبرمجين المبتدئين من مُتلازمة يشعرون من خلالها أنهم ليسوا مؤهلين تمامًا للقيام بالبرمجة على أكمل وجه، وأن معرفتهم قليلة جدًا وقد لا تكون كافية مقارنة بكفاءة بقية المُبرمجين.

يكمن علاج تلك المتلازمة في محاولة عدم التفكير بهذه الصورة بشكل دائم، والتخلص من هذا الشعور وتطوير مهاراتك باستمرار ومتابعة عملك بدون التركيز على تلك المشكلة، فطالما أنت قادر على تحويل الأفكار  برأسك إلى شيء ملموس على أرض الواقع فأنت في الطريق الصحيح وهذا يكفي.

المصدر: موقع أريبيا نت.

شارك المقال مع أصدقائك على السوشيال ميديا

م. أحمد السيد

قائد الفريق و مدير المشروعات

برنامج إدارة العيادات الطبية

تطبيق موبايل إدارة الإستشارات الطبية الأونلاين

Scroll to Top