مفاهيم خاطئة عن البرمجة والمبرمج

مفاهيم خاطئة عن البرمجة والمبرمج

نعايش في العصر الحديث تطوّرًا كبيرًا في المجال التقني بمختلف فروعه من تصميم البرامج وصناعة الأجهزة والآلات إلى التعلّم الآلي والذكاء الاصطناعي، ممّا يتطلّب مناّ تعلّم كيفية مخاطبة هذه البرامج والأجهزة. تعتبر البرمجة حجر الزاوية في مخاطبة البرمجيات والآلات وتوجيه الأوامر إليها، فبواسطتها نصمّم المواقع وصفحات الويب ونصمّم البرامج ونتحكم بها. وكأيّ مجالٍ شائع في عصره، يكثر القيل والقال حول تعلّم البرمجة ولغاتها وجني المال منها. نتيجة لذلك، اختلط الغثّ بالسمين والحابل بالنابل ولم يعد الفرد يعرف نقطة البداية ولا كيف يتعلّم بالشكل الصحيح أو كيف يتصرّف إذا واجهته بعض العقبات في هذا الطريق.

وفي هذا المقال، نسلّط الضوء على عدّة مفاهيم خاطئة متداولة بين الناس في هذا المضمار. وسنناقش هذه المفاهيم فيما يتعلق بعمليّة البـرمجة نفسها وبالمبرمج.

أولاً البرمجة:

تبدو عملية البرمجة أمرًا غامضًا للوهلة الأولى عند النظر إلى مبـرمج يكتب الأكواد. ولذلك فمن الطبيعي أن نجد بعض المغالطات عند غير المبرمجين، ومن أهمّ هذه المغالطات:

1- إتقان الرياضيّات:

يخلط الناس في تحديد العلاقة بين البرمجـة والرياضيات، فهم يرغبون بإجابةٍ مباشرة بنعم أو لا. إنّ الإجابة في الواقع تعتمد على طبيعة الشخص والعمل الذي يقوم به. وعلى الرغم من ذلك، فإنّه ليس هناك علاقة بين مهارة المبرمج وإلمامه بالرياضيات، لأن الـبرمجة تتمثّل بشكل أساسيّ في كتابة الأكواد وليس كتابة المعادلات الرياضية.
بيد أنّ البرمجة تحتاج فقط معرفة أساسيّة في الجبر بالنسبة لما يتعلّق بالرياضيات. يتطلّب الأمر منك إتقان شيء من الرياضيات عند التطرّق لإنشاء برمجيات معقّدة إلّا أنّ هناك حلولاً تساعد في التعامل مع مثل هذه المسائل.

2- هناك لغة برمجة أفضل من الأخريات:

كم حيّرت هذه المغالطة كثيراً من الراغبين في تعلّم البرمجة، إذ تراهم يرغبون بإتقان لغة تساعدهم على تصميم كافة البرامج وجني المال الوفير. فلا يَغُرّنك ما تقرؤه أو تسمعه حول أفضل لغة، لأن تعلّمك لأيّة لغة برمجة يعتمد بالدرجة الأولى على هدفك من التعلّم. وعلى الرغم من ذلك، هناك لغات من المناسب أن نبدأ بها، مثل لغة بايثون Python، نظرًا لبساطتها ومرونتها وقابليتها للقراءة ولغة جافا Java، نظرًا لتوثيقها الشامل ومجتمعها الحيّ.

3- يستغرق تعلم لغات البرمجة أسابيع عدة لإتقانها:

يحتاج تعلم الـبرمجة إلى الصبر والإرادة والمثابرة، فتعلّم لغاتها يستغرق أسابيع عدّة، ولكن إتقان البرمجة يستغرق سنوات طويلة. وحتّى نصل إلى هذه المرحلة، يتطلّب منّا الأمر إعطاء كلّ خطوة حقّها حتّى ترسخ في أذهاننا بالتطبيق والممارسة وأن نجعل كلّ فشلٍ نواجهه طريقًا أفضل إلى النجاح.

4 تنحصر البرمجة فقط في كتابة الأكواد:

يظنّ الكثيرون أنّ كتابة آلاف السطور من الأكواد تجعلهم يتميّزون في أداء ما يوكل إليهم. في حين تعدّ برامج تتبع الأخطاء البرمـجية أمرًا أكثر تعقيدًا، حيث يرسل الترجمان رسائل الخطأ والتحذير وتقوم أنت بالتصحيح فيستمر الترجمان في إرسال هذه الرسائل. ينبغي عدم الاستسلام لهذه المشاكل وتحويل الفشل إلى نجاحات متوالية.

ثانياً: المبرمج:

نخلص ممّا سبق إلى أنّ البرمجة محاطة بمفاهيم خاطئة عند غير المبرمجين. وعليه فلا بدّ أنْ تكون الصورة النمطية عن المبرمج تحتاج أيضاً إلى من يظهرها بشكلها الصحيح، إذ أنّ هناك جملة من المفاهيم الخاطئة نذكر منها:

1- يجب أن تنحصر دراسة المبرمج الجامعية في تخصصات البرمجة أو علم الحاسوب أو ما له صلة بذلك:

لأنّ البرمـجة هي لغة العصر –كما ذكرنا سابقًا- فإنّ كلًّا منا يستطيع تعلمها وتوظيفها في تخصّصه أو في تطبيق أفكار تعود بالفائدة عليه وعلى المجتمع. ومع وجود دورات التعلم عن بعد ووجود المعاهد والمراكز المهتمة بهذا الموضوع لم يعد تعلم الـبرمجة مقتصرًا على المتخصّصين، بل امتدّ ليشمل مختلف شرائح المجتمع. ويجدر بنا أن نذكر بعض مصادر تعلم البرمجة عن طريق الإنترنت باللغتين: العربية والإنجليزية.

أما باللغة العربية، فهناك عدّة مواقع من أهمّها: موقع علي عبد الغني الذي يوفّر دورات في مختلف لغات البـرمجة، كما توفر قناة بغداد الجديدة التي يديرها الأخ حسين الربيعي على يوتيوب عدداً من الدورات المجانية للمبتدئين إضافةً إلى موقع AnBilarabi الذي يملكه ويديره الأستاذ القدير أحمد ناصر، إذ أنّ أفضل ما يقدّمه في هذا الصدد هو خطته الشاملة لتعلم البرمجة، ولا ننسى ذكر الدورات التي تطرحها أكاديمية حسوب في البرمجة والتي تعدّ رائدةً في هذا المجال.

وأما باللغة الإنجليزية، فلا شكّ أنّ الويب يذخر بالمصادر التي تأخذ بيدك من الصفر حتّى الاحتراف. ومن أهمّ هذه المصادر: موقع codecademy الذي يعدّ من المواقع الرائدة في تعليم البرمجة للمبتدئين وموقع nettuts+ الذي يوفّر دروساً وشروحات بأشكالها: المكتوبة والمرئيّة والمسموعة في مختلف المجالات التقنية. ويعتبر موقع W3school من أفضل المواقع لتعليم تطوير الويب وتصميم المواقع، إذ يقدّم دروسًا ومراجع واختبارات في شتّى لغات برمجة الويب. ولا ننسى ذكر موقع Stack OverFlow الذي يعتبر بمثابة شبكة اجتماعية للمبرمجين والمطورين للاستفسار عمّا يريدون في هذا المجال.

2- على الـمبرمج أن يكون على درجة عالية من الذكاء:

إذا أراد الإنسان تعلم أيّة مهارة كانت فينبغي أن تتوفّر فيه ثلاثة أمور وهي الاهتمام، والإرادة، والتخطيط الجيّد. والبرمجة -كغيرها من المهارات- تتطلّب منك شغفًا واهتمامًا وإرادةً كبيرة لتصل إلى ما تريد. لا تنتظر النجاح السريع، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة. والأمر لا يتطلب منك أن تكون على درجة عالية من الذكاء.

3- على المبرمج حفظ كافة التراكيب عن ظهر قلب:

ينبغي عدم القلق بشأن حفظ التراكيب في لغات الـبرمجة، إذ أنّنا سنقوم بكتابة الأكواد البرمجية لمرات عديدة لننتهي إلى إنشاء الإطارات الخاصّة بنا. وما الإطارات التي يوفّرها كلّ من استوديو أبتانا Aptana واستوديو جوجل وبرنامج تصميم الويب آيد Ide إلا لتساعدنا على فهم البرمجة بشكلٍ أسرع.

4- يجني المبرمجون المال حالما يتقنون البرمجة:

لو ألقينا نظرةً إلى شواغر وظائف الـبرمجة فإنّنا نرى سنوات الخبرة التي تشترطها الشركات في المتقدمين إلى هذه الوظائف، ممّا يصعّب الأمور أكثر على المبرمجين. إلّا أنّ الأمر ليس بهذه الصعوبة، حيث يمكننا تصميم البرامج مفتوحة المصدر لزيادة خبرتنا وتحسين سمعتنا في السوق. وعليه، يمكننا العمل إمّا بشكل مستقلّ أو بيع المشاريع الخاصة بنا وجني الأرباح منها.

المصدر: موقع المحطة

شارك المقال مع أصدقائك على السوشيال ميديا

م. أحمد السيد

قائد الفريق و مدير المشروعات

برنامج إدارة العيادات الطبية

تطبيق موبايل إدارة الإستشارات الطبية الأونلاين

Scroll to Top